السمنة مرضٌ من الأمراض المزمنة وقد ازداد انتشاره كالوباء خلال العقود الأربعة الماضية.
فحول العالم يصل عدد الراشدين المصابين بالسمنة إلى نصف مليار شخص (مؤشر كتلة الجسم BMI ≥ ٣٠كغ/م٢ ) أي ما يعادل ٤٢٬٨ ٪ من الذين هم في منتصف عمرهم.
السمنة مرض متعدد العوامل يزيد من خطورة الإصابة بمرض السكري من النوع ٢، أمراض القلب والأوعية الدموية، أو حتى مرض السرطان. وبالفعل، فإن السمنة تعتبر من بين الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم.
وأيضًا قد يصاب مرضى السمنة بما يلي:
- إرتفاع ضغط الدم
- ارتفاع كولسترول الدم
- مرض ارتجاع حمض المعدة إلى المريء
- انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم
- التهاب وأوجاع المفاصل
- مرض الكبد الدهني غير الكحولي
تتضمن متلازمة الأيض، المرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالبدانة في منطقة البطن، عدداً من المخاطر الأيضية.
تُعرّف متلازمة الأيض من خلال بدانة البطن بالإضافة إلى توفر عاملين على الأقل مما يلي: إرتفاع في نسبة غلوكوز الدَّم الصِيامي، إرتفاع التريغليسريد، إنخفاض البروتين الشحمي المرتفع الكثافة HDL (الكولسترول الجيد)، وإرتفاع ضغط الدم .
عادةً، تسبق متلازمة الأيض ظهور السكري وأمراض الاوعية الدموية! لذا ينبغي اعتبارها كعلامة تحذير تتطلب اتخاذ إجراء فوري.
عالمياً، يعاني حوالي ٢٥٪ من الراشدين من متلازمة الأيض، وتُسبِّب الأمراض المرتبطة بالسمنة ما يقارب ٢٫٨ مليون من الوفيات سنوياً .
وبالتالي، فإن اللجوء إلى استراتيجيات فعّالة للتقليل من عدد الوفيات والأمراض المرتبطة بالسمنة هو ذو أهمية قصوى.

بقلم الدكتور اسامه بحصاص زكي (متخصص في جراحة السمنة)
تم التحديث في ٢٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢١
علاجات السمنة الأكثر طلبًا في إسبانيا:
عيادة سيرفي دايجست بإدارة الدكتور جوزيف ميرلو ماس، أخصائي رائد في علاجات أمراض الجهاز الهضمي والأمراض الأيضية والغذائية وأمراض السمنة.
الدكتور إدوارد ماريا ترغرونة سولير هو المنسق الطبي لخدمات جراحة السمنة في عيادة سيرفي دايجست، وحالياً رئيس الجمعية الإسبانية للجراحين.
تتألف سيرفي دايجست من فريق من الأخصائيين المدربين علمياً والمحترفين. المركز مجهز بأحدث المعدات الطبية والجراحية.
لم الذهاب إلى إسبانيا لتلقي العلاج ونيل المساعدة الطبية؟
– نوعية خدمات الأخصائيين وجودة المعدات
– أسعار أفضل من تلك التي في الدول الأوروبية الأخرى
– مناخ معتدل مناسب للصحة والتمتُع بالعُطَل.
تُعدّ أسبانيا من أكثر البلدان المقصودة لكل من يرغب في الخضوع لعلاج أو جراحة السمنة.
لنتكلّم عن السمنة
تنشأ حالة الوزن الزائد والسمنة عندما يُشكِّل تراكم غير طبيعي أو زائد للسمنة خطراً على الصحّة.
يمكن تقدير كمية الدهون في الجسم باستخدام مؤشر كتلة الجسم (BMI) وهو عبارة عن وزنك بالكيلوغرامات مقسوما على مربع طولك بالأمتار، وتقدّم نتيجة هذه المعادلة على شكل كلغ/ م٢.
لكن لا يُستخدم مؤشر كتلة الجسم لتحديد النسبة المئوية للدهون في الجسم. بل هو مجرّد جزء من تشخيص السمنة.
وباستخدام هذا المعيار يمكننا تصنيف السمنة كما يلي:
- الوزن المثالي: مؤشر كتلة الجسم ١٨٫٥ – ٢٤٫٩ كلغ/ م٢
- الوزن الزائد: مؤشر كتلة الجسم ٢٥ – ٢٩٫٩ كلغ/ م٢
- السمنة الخفيفة (النوع الأوّل): مؤشر كتلة الجسم ٣٠ – ٣٤٫٩ كلغ/ م٢
- السمنة المتوسّطة (النوع الثاتي): مؤشر كتلة الجسم ٣٥ – ٣٩٫٩ كلغ/ م٢
- السمنة المفرطة (النوع الثالث): مؤشر كتلة الجسم ≥ ٤٠ كلغ/ م٢
تأتي السمنة نتيجة خلل في التوازن بين السعرات الحرارية المستهلكة والسعرات الحرارية المصروفة. ولكن هذا الأمر لا يعني أن المعادلة هي بكل بساطة نتيجةً لتناول سعرات حرارية أكثر من التي يحرقها الجسم!
السمنة مرضٌ معقد فعلاً يأتي نتيجة “عمل مشترك” بين والعوامل التالية: الاستعداد الوراثي، العوامل الفيزيولوجية والغذائية والبيئية، والمعايير الاجتماعية.
وبسبب طبيعة السمنة المتعددة العوامل أصبحت استراتيجيات متنوّعة متوفرة لأجل معالجتها والوقاية منها.
العلاجات الغذائية للسمنة
تتوفر خيارات متعددة لخسارة الوزن. ولكن تُعدّ الحمية الغذائية والتمارين الرياضيّة أساسيّتين في الصراع ضدّ السمنة.
ولكن يجدر بالمريض أن يظهر إلتزاماً ويكون مندفع للتغيير لكي يستطيع أن يحقق أهدافه في خسارة الوزن. فإذاً يتعلّق الأمر كلّه بعقليّة المرء!
لكي يكون برنامج خسارة الوزن ناجحاً ينبغي أن يجمع بين نظام غذائي متوازن مع تمارين رياضية وتعديلات في نمط الحياة.
وتتوفر تعديلات غذائية متنوعة. فبناءاً على كل حالة، قد يقترح أخصّائي التغذية نظام حمية قليل السعرات الحراريّة، الصوم، برنامج استبدال الوجبات، أو حمية من التركيبات الغذائية.
على أي حال، من الضروري القيام بتعديلات على نمط الحياة أو اللجوء إلى التدخلات السلوكية. ويشمل ذلك تحليل سلوك المرء لتحديد ظروف قد تؤدّي به إلى الأكل غير المضبوط، إلى نمط حياة بدون حركة، أو حتى إلى عادات تفكير هدّامة.
قد تشمل الاستراتيجيات الغذائية السلوكيّة السيطرة على المحفزات، المراقبة الذاتية، إعادة البناء المعرفي [تغيير طريقة التفكير السلبي] ، علاج الضغط النفسي، نظام اجتماعي داعم، والوقاية من الإنتكاسات.
جراحة السمنة
على الرغم من أن التمارين الرياضية والحمية الغذائية أمران ضروريان، فقد لا يكونان كافيين أحياناً لتحقيق أهداف خسارة الوزن.
وبالتالي تُعدّ جراحة السمنة من أفضل العلاجات الطويلة الأمد لعلاج السمنة المفرطة.
لذا نرى خلال العقد الأخير ازدياداً عالمياً كبيراً في عدد جراحات السمنة وخصوصاً أن هذه الجراحة بشكل عام تُعدّ آمنة وفعّالة.
وتوصي الإرشادات الحديثة باعتبار جراحة السمنة وفقاً لمعدّل مؤشر كتلة الجسم (BMI) والأمراض المرتبطة بالسمنة. لذا لا يمكن اللجوء إلى جراحة السمنة إلا إذا كان مؤشر كتلة الجسم يفوق الـ٤٠، أو يفوق الـ٣٥ يرافقه حالات طبّية مرتبطة بالسمنة.
عملية تقييديّة أم عملية سوء الإمتصاص؟
تشمل جراحات السمنة إجراءات متنوّعة مثل تكميم المعدة، وجراحة المجازّة المعديّة، وعملية حلقة المعدة. ولكل منها طرق استخدامها وفوائدها الخاصة.
تساعد هذه العمليات على خسارة الوزن من خلال تعديل كميّة الطعام المتناول، فيمكن إما تحديد كمّية امتصاص الجسم للعناصر الغذائيّة (عملية سوء الإمتصاص) أو تصغير حجم المعدة (عملية تقييديّة).
عملية سوء الإمتصاص
في هذه الحالة، يتمّ إنشاء جيب صغير في المعدة ومن ثمّ ربطه بشكل مباشر مع الأمعاء.
يؤدي هذا التحويل في مسار الطعام إلى تقليل ما يمتصه الجسم من سعرات حرارية. كما أنه يؤدّي إلى تعديل الهرمونات المعويّة التي تتحكّم بالشهيّة مما يولّد شعوراً بالشبع بعد تناول كميات أقل من الطعام.
وتُعتمد هذه التقنيّة في جراحة المجازّة المعديّة التقليديّة وفي جراحة المجازّة المعديّة المصغّرة.
العملية التقييدية
في عملية حلقة المعدة، توضع حلقة على الجزء العلويّ من المعدة مما يشكّل جيب صغير. وبالتالي يتم تصغير شكل وحجم المعدة بشكل كبير.
أما في عملية تكميم المعدة، فيتم اقتطاع جزء من المعدة مما يجعلها أصغر ويعطيها شكل هلال.
ويؤدّي تصغير الحجم باتباع هذه التقنيّة إلى الشعور المبكر بالشبع بسبب تبطيء مرور الطعام عبر المعدة إلى الأمعاء. ولأن الشعور بالشبع يصير أسرع، يضطر المريض إلى تخفيف الكمية التي يتناولها من الطعام!
لكنّ هذا التصنيف للجراحات لا يعكس بشكل دقيق مستوى المعرفة الحاليّة عن الآثار الأيضيّة لهذه العمليات. لذلك، يُشار مؤخّراً إلى عمليات السمنة هذه بشكل ملائم أكثر على أنها عمليات أيضيّة.
وفي الآونة الأخيرة، ابتدأ الهدف الرئيسي من علاج السمنة يتحوّل تدريجياً من التركيز على خسارة الوزن إلى إنشاء نتائج أيضيّة مفيدة وطويلة الأمد.
علاجات السمنة من دون جراحة
مؤخّراً، برزت بدائل جديدة لعلاج السمنة من دون اللجوء إلى جراحة. من أكثرها شيوعاً تقنيات تكميم المعدة بالمنظار وبالون المعدة.
توصف هذه الإجراءات للمرضى الذين يعانون من السمنة الخفيفة إلى السمنة المتوسّطة الغير مؤهّلين للخضوع لعمليات جراحيّة، أو للمرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة (مؤشر كتلة الجسم ٤٠) لكنهم لا يرغبون في الخضوع لعمليات جراحيّة.
إن هذا النوع من العلاجات يعتبر فعّالاً وملائماً للمرضى المترددين، ويعدّ قفزة نوعيّة في مجال علاجات السمنة وخسارة الوزن!
تشمل تقنيّة تكميم المعدة بالمنظار تغيير شكل المعدة من خلال استخدام أدوات تقطيب بالمنظار مما يسمح بطيّ السطح الداخلي للمعدة وتقليص حجمها إلى حوالي ٧٠٪.
أما بالنسبة لتقنيّة بالون المعدة، يُدخل الجرّاح بالوناً مفرغاً من الفمّ إلى المعدة. وبعدها، يعبّئ البالون بالمياه المالحة مما يُقلّص حجم المعدة.
من أهم فوائد هذه التقنيات أنها لا تتطلّب الدخول إلى غرفة العمليات! بالإضافة إلى كونها سريعة وفعّالة وبسيطة ومن دون عوارض جانبيّة: لا جراحة ولا ألم ولا ندوب قبيحة.
أي علاج هو الأفضل لك؟
ليس كل مريض يكون مؤهّلاً للخضوع لجراحة السمنة. وينطبق الأمر عينه على إجراءات إنقاص الوزن غير الجراحيّة!
فبالإضافة إلى معايير مؤشر كتلة الجسم، لكل إجراء ممنوعات وحدود. على سبيل المثال، يُمنع المريض الذي سبق أن خضع لجراحة معويّة أو يُعاني من فتق حجابيّ كبير أو من اضطرابات نزفيّة في الجهاز الهضميّ العلوي من الخضوع لإجراءات إنقاص الوزن غير الجراحيّة.
ففي حال كنت تفكّر في إجراء عملية لخسارة الوزن، قد تكون قد قررت لنفسك أن تلجأ إما لجراحة المجازّة المعديّة أو لأحد البدائل مثل بالون المعدة.
لكن الرأي الأخير سيكون من مسؤوليّة جرّاح المعدة الخاص بك ليقرّر ما الأفضل في حالتك. فضع نفسك بين يديّ مختصّ ذو خبرة خلال رحلتك لخسارة الوزن.
المعالجة الغذائية بعد جراحة السمنة
يعتقد معظم المرضى بأن جراحة السمنة حلّ سحريّ لإنقاص الوزن. ولكن الطريق بعد الجراحة طويل.
حقاً، فكما أن الحمية الغذائية ضروريّة قبل اللجوء إلى الجراحة، كذلك، لا بل من الأهم إتباع حمية غذائيّة بعد الجراحة. فينبغي أن يُعلِم الجرّاح مريضه بإرشادات الحمية الغذائيّة قبل الجراحة وبعدها أيضًا.
قد يُعاني بعض مرضى جراحة السمنة من مشاكل غذائيّة محددة ناتجة عن الجراحة والإجراء المتّبع. ويجب أن تتغير عادات أكلهم لتتكيف مع التغيرات الفيزيولوجية الجديدة في جهازهم الهضمي.
لذلك تحتاج المعالجة الغذائية للمريض الذي خضع لجراحة السمنة إلى جهود فريق متعدد الاختصاصات بالإضافة إلى أخصائيي تغذية ذوي خبرة.
وقد يحتاج المريض أحياناً أيضاً إلى اهتمام طبيب نفسيّ ليتمكّن من التكيّف مع بعض الصعوبات النفسيّة التي قد تنشأ خلال فترة تأقلمه مع التغييرات في عادات الطعام وشكل جسمه.
وأخيراً، يبقى إسترجاع الوزن الذي فقده المريض احتمالاً وارداً يجب تفاديه والتحكم به من خلال برنامج متابعة طويل الأمد. وينبغي أن يكون هذا البرنامج إلزامياً في مركز جراحة السمنة الذي تقرّر ان تختاره.
الأيّام الأولى بعد جراحة السمنة
كما ناقشنا من قبل، تعمل معظم جراحات السمنة على وضع ضوابط على الطعام بعد تقليص حجم المعدة. لذلك، لن يتمكّن المريض من تناول الأطعمة الصلبة في الأيّام الأولى بعد الجراحة.
سيضع أخصّائيّ التغذية له برنامج تتغيّر فيه صلابة الطعام بشكل تدريجيّ في الأسابيع الأولى بعد الجراحة لأجل تفادي أي عوارض مزعجة مثل التقيُّء أو لأجل التقليل منها.
تُشكل هذه العوارض خطراً لأنّها قد تُعرِّض القُطب للضرر و تؤثّر على فعّاليّة العمليّة الجراحيّة.
ففي خلال فترة تمتدّ من الأسبوع الثاني وحتى الأسبوع الرّابع ستتغيّر صلابة الطعام الذي يتناوله المريض من سوائل خفيفة إلى أطعمة مهروسة حتى يتمكّن اخيراً من تناول أطعمة صلبة تتطلّب المضغ.
وقبل أن يترك المريض المشفى، سيُطلعه اخصائي تغذية ذو خبرة على أفضل طريقة لمضغ الطعام.
كما أنه سيتلقّى تعليمات واضحة عن طريقة الأكل وعن مراحل التقدّم التي سيمرّ بها في الفترة بعد الجراحة.
بكلمات أوضح:
– يجب أن يتناول مرضى الجراحة التقييديّة ٣ وجبات صغيرة في اليوم. قد يؤدّي تناول كميّات أو أعداد أكبر من ذلك إلى خسارة وزن أقلّ.
– من الضروري مضغ قضمات أو لُقَم صغيرة من الطعام بشكل جيّد قبل ابتلاعها ويجب تفادي شرب أي سوائل مع الأكل (يُمكِن شرب السوائل بعد ٣٠ دقيقة من تناول الطعام).
– ينبغي أن يتبع المرضى المبادئ الأساسيّة لعادات الأكل الصحّي، مثل تناول وجبات صغيرة يومياً تتضمّن الفواكه والخضار.
الحياة اليومية لمرضى جراحة السمنة
بعد إكمال النظام الغذائي الذي يلي العملية مباشرة، يجب إجراء فحوصات دورية وتلقي نصائح حول تعديل النظام الغذائي. ويكون الهدف الرئيسي تحسين النتائج على المدى الطويل والحد من إمكانية استعادة الوزن فيما بعد.
ويجب على المريض أن يدرك جيداً الأعراض المحتملة التي قد تظهر عليه.
إن عدم تحمل بعض الأطعمة هو عارض شائع لجراحة السمنة التي تنطوي على تصغير حجم المعدة. وفي أغلب الأحيان تشمل هذه الأطعمة على اللحوم والكربوهيدرات ، مثل الخبز والمعكرونة والأرز.
وفي حالة تقييد المعدة، يمكن لفشل المريض في تعديل عادات أكله (الأكل السريع ، المضغ غير الكافي ، أو الشرب أثناء الوجبات) أن يسبب له الغثيان والقيء.
ولحسن الحظ بأن هذه الحالة لعدم تقبل الطعام غالباً ما تكون محدودة، وقد تحدث أحياناً في الأشهر الأولى من العملية، وهي الفترة التي يتكيف فيها الجسم مع البنية الجديدة للجهاز الهضمي.
ويمكن لأخصائي تغذية متخصص في جراحات السمنة أن يوَفِّر للمريض الدعم الغذائي اللازم لكي يساعده على تحقيق تَكيُّف سلوكي أفضل، أو يمكنه أن يصف له منتجات غذائية بديلة.
بالإضافة إلى ذلك، قد يختبر المريض زيادة في حركة الأمعاء يرافقه حالة إسهال، الشعور بحاجة ملحة للتبرز، مغص، انتفاخ، أو غازات في البطن.
إن هذه الأعراض المزعجة تأتي نتيجة سوء امتصاص الجسم للدهون والكربوهيدرات أو نتيجة فرط نمو البكتيريا في الأمعاء. وبالتالي يمكن أن تكون التعديلات في النظام الغذائي حلّاً جيد جداً، مثل تجنب الأطعمة الغنية بالنشويات أو بالدهون مع إستخدام المضادات الحيوية المعوية إما بشكلٍ منتظم أو عند الحاجة.
أيضًا، يمكن للمريض أن يختبر ما يسمى متلازمة الإغراق، وهي أعراض تأتي بعد الأكل نتيجة الانتقال السريع للطعام المرتفع بالسعرات الحرارية إلى الأمعاء الدقيقة.
وقد تُسَبِب متلازمةُ الإغراقُ نقصاً في سكر الدم التفاعُلي مع الإحساس بالإغماء أو الضعف. يمكن أن يكون ذلك بسبب التغيرات في هرمونات الأمعاء وإفراز الأنسولين.
في هذه الحالة ، تكون التوصيات الغذائية كافية للتحكم بمتلازمة الإغراق. فيجب على المريض أن يأكل وجبات صغيرة ولكن متكررة، وتجنب السكريات البسيطة ، ويجب عليه زيادة تناول الألياف والبروتينات والكربوهيدرات المعقدة.
التوصيات لتناول البروتين والمكملات الغذائية المتعددة الفيتامينات
في حال فقدان الوزن بشكلٍ سريع يُعتَبر تناول البروتين إجراء وقائي ضد خسارة كتلة الجسم الغث (كتلة الجسم من دون الدهون). ومع ذلك ، يُفضَّل التقليل من كمية تَناوُل البروتين بعد جراحة السمنة لأن عدم تقبل الجسم للبروتين هو أمرٌ شائعٌ في هذه الفترة.
وبالتالي فإن إختيار طعام قليل البروتينات هو أمرٌ محبذ في الفترة بعد الخضوع لعملية سمنة تقييدية وخاصةً خلال الأشهر الأولى .
على أي حال، قد يصف أخصائي التغذية مكملات البروتين السائل (٣٠ غ/اليوم) لتحسين كمية البروتين الذي يجب تناوله بشكلٍ تدريجي خلال الأشهر الأولى بعد الجراحة.
يجب الإبقاء في البال أن عمليات سوء الإمتصاص يمكنها على المدى البعيد أن تسبب أيضاً سوء التغذية البروتينية.
ويمكن تفادي هذه الحالة من خلال إجراء فحص منتظم لِكميَّة البروتين المُتناوَل، وزيادة تناوُل الطعام الغنيّ بالبروتين (>٦٠ غ/اليوم) مُوَزَّع على عدة وجبات، ومن خلال أخذ مكملات غذائية بروتينية.
من ناحية أخرى، فإن مكملات الفيتامينات والمعادن هي ضرورية للذين خضعوا إلى عمليات السمنة وخاصةً للنساء الحوامل.
أما المكملات المتوفرة بدون وصفات طبية فهي لا تؤمن الكمية الملائمة لبعض العناصر الغذائية الصغرى مثل الحديد والفيتامين B12 والفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون.
لذلك، يحتاج المريض على الأرجح لمدى حياته إلى جرعات إضافية من المكملات لكي يحافظ على أفضل حالة من العناصر الغذائية الصغرى.
بشكلٍ عام، يجب على كل مريض قد خضع لجراحة السمنة أن يقوم بمراقبةٍ دقيقةٍ ومنتظمةٍ لنسبة العناصر الغذائية في جسمه بدءًا من الشهر الثالث.
التمارين الرياضية وجراحة السمنة
إن التمارين الرياضية مهمةٌ جداً إن كان قبل أو بعد الخضوع لعملية جراحة السمنة، وهي أساسية لخسارة الوزن الزائد.
وبالفعل، لقد لوحظ من خلال عددٍ من الدراسات أن هناك إرتباطاً وثيقاً بين خسارة الوزن وممارسة الرياضة بشكل منتظم بعد العملية. كما أن النشاط الرياضي المنتظم هو عامل أساسي لأجل الحفاظ على الوزن.
لذلك ، يجب تشجيع المريض على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام فوراً بعد العملية وبعد مُوافقة الجَرّاح.
فعلى المريض أن يُدخِل على الأقل ١٥٠دقيقة في الأسبوع من التمارين المعتدلة (يُفضَّل ٣٠٠ دقيقة في الأسبوع). ويمكنه أيضاً إدخال تمارين القِوى من ٢ إلى ٣ مرات في الأسبوع لأجل زيادة كتلة العضلات في الجسم.
عدم استعادة الوزن وكيفية السيطرة عليه
هناك احتمال أن يستعيد المريض الوزن المفقود بعد فترة من جراحة السمنة. وقد يحدث ذلك نتيجة خلل هرموني و/أو خلل أيضي، أو فشل التقنية الجراحية، أو نمط حياة قليل الحركة، أو نتيجة عدم الالتزام بالنظام الغذائي.
ويمكننا أن نرى إستعادة الوزن لدى ٢٠ إلى ٣٠ ٪ من المرضى .
فهم قد يفشلون إما في الوصول إلى الوزن المثالي أو في الحفاظ على ٢٠٪ من فقدان الوزن خلال الأعوام العشرة بعد العملية.
في هذه الحالات، قد يساعد فَرض نمط حياة صحي على عدم استعادة الوزن. كما أن وَصف أدوية مضادة للسمنة يمكنه أن يوقِف استعادة الوزن إذا أُخِذت في الوقت المناسب.
في نهاية المطاف يعتمد نجاح العملية على مدى التزام المريض ببرنامج متابعة طويل الأمد يشمل على عادات أكل جديدة وصحية، ذلك لأنه معلومٌ أن حجم المعدة يتوسع ببطء بعد جراحة السمنة وبالتالي تزداد معه الشهية. في هذه الحال، يمكن للأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف والماء مثل الفواكه والخضروات أن تساعد في تجنب استعادة الوزن.
ويعتمد نجاح برنامج المتابعة أيضاً و بشكلٍ رئيسي على تعاون فريق متعدد الاختصاصات يتألف من طبيب جراحة السمنة، خبير أو أخصائي التغذية، أخصائي العلاج النفسي، وطبيب متخصص.
الكلمة الأخيرة
تعتبر جراحة السمنة والعمليات الغير جراحية أدوات فعالة لفقدان الوزن. في كل الأحوال، ولأجل الحفاظ على فعاليتها، نحن بحاجة للجوء إلى استراتيجيات متعددة ومختلفة للعناية بالوزن.
النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية هما أساسيان في الفترتين ما قبل وما بعد العملية.
يرتكز الأساس الحقيقي لعلاج إنقاص الوزن على متابعة الإرشادات الغذائية مع ضبط السعرات الحرارية، تغيير في نمط الحياة، وممارسة الرياضة بإنتظام.
على المريض أن يتذكر أنه إن خضع لعملية مع أو من دون جراحة، فإن الأمر كله يرتبط بتَغيير عقليته! فبفضل جراحة السمنة يمكنه الحصول على معدة أصغر. ولكن إذا لم يتبع إرشادات التغذية فسوف يستعيد وزنه ويُعَرِّض نفسه لمضاعفات.
وعلى المريض أيضاً أن يبقي عينه على الجائزة الكبرى! فالهدف النهائي والأخير لعلاجات التغذية والسمنة هو ليس فقدان الوزن، بل الحصول على نوعية حياة أفضل والتخفيف من الأمراض الناتجة عن السمنة.
مراجع إضافية
- Mechanick, J. I., Apovian, C., Brethauer, S., Garvey, W. T., Joffe, A. M., Kim, J., Kushner, R. F., Lindquist, R., Pessah-Pollack, R., Seger, J., Urman, R. D., Adams, S., Cleek, J. B., Correa, R., Figaro, M. K., Flanders, K., Grams, J., Hurley, D. L., Kothari, S., Seger, M. V., … Still, C. D. (2019). CLINICAL PRACTICE GUIDELINES FOR THE PERIOPERATIVE NUTRITION, METABOLIC, AND NONSURGICAL SUPPORT OF PATIENTS UNDERGOING BARIATRIC PROCEDURES – 2019 UPDATE: COSPONSORED BY AMERICAN ASSOCIATION OF CLINICAL ENDOCRINOLOGISTS/AMERICAN COLLEGE OF ENDOCRINOLOGY, THE OBESITY SOCIETY, AMERICAN SOCIETY FOR METABOLIC & BARIATRIC SURGERY, OBESITY MEDICINE ASSOCIATION, AND AMERICAN SOCIETY OF ANESTHESIOLOGISTS – EXECUTIVE SUMMARY. Endocrine practice : official journal of the American College of Endocrinology and the American Association of Clinical Endocrinologists, 25(12), 1346–1359. https://doi.org/10.4158/GL-2019-0406
- Greenwald A. (2006). Current nutritional treatments of obesity. Advances in psychosomatic medicine, 27, 24–41. https://doi.org/10.1159/000090961
- Shankar, P., Boylan, M., & Sriram, K. (2010). Micronutrient deficiencies after bariatric surgery. Nutrition (Burbank, Los Angeles County, Calif.), 26(11-12), 1031–1037. https://doi.org/10.1016/j.nut.2009.12.003
4 أسباب للثقة في مستشفى سيرفي دايجست Servidigest (برشلونة، إسبانيا):
الجودة:
المركز مجهز بأحدث المعدات التكنولوجية كما يشتمل المركز على 15 غرفة استشارات و4 غرف للمناظير وغرفة للعمليات للجراحة الخارجية. ويسعى المركز للتطوير بصفة مستمرة لتلبية معايير الجودة الدولية للرعاية الطبية.
الخبرة:
على مدار ال 40 عامًا الماضية، حظي مستشفى سيرفي دايجست Servidigest بثقة أكثر من 120000 مريض. يضم المركز طاقم عمل مؤهل على أعلى مستوى.
رضا العملاء:
نال المركز رضا العملاء بالكامل بسبب نسبة النجاح المرتفعة في العمليات التي يجريها المركز. حيث يأتي العديد من العملاء الجدد إلى المركز استنادًا على توصيات من المرضى السابقين.
ضمان الراحة:
بعض العوامل التي تساهم في راحة المرضى هي مناخ برشلونة المعتدل طوال العام والنظام الغذائي الممتاز بمنطقة المتوسط بالإضافة إلى موقع المركز نفسه حيث يقع في بيئة مبهجة في قلب برشلونة نفسها مما يتيح سهولة الوصول إلى المركز بوسائل النقل العامة.
تعرّف على المتخصصين في الجهاز الهضمي وعلاجات السمنة في عيادة سيرفي دايجست – ServiDigest برشلونة (اسبانيا)

دكتور جوزيب ميرلو ماس
مدير عيادة سيرفي دايجست – ServiDigest برشلونة (إسبانيا). رائد في الوقاية والعلاج من أمراض الجهاز الهضمي، الغدد الصماء، التغذية وعلم التغذية.
Medical Solutions Barcelona
دكتور إدوارد تارجارونا سولير
متخصص في جراحة السمنة وجراحة السمنة في مستشفى سيرفي دايجست – ServiDigest في برشلونة (إسبانيا). رئيس الجمعية الإسبانية للجراحين (AEC).
Medical Solutions Barcelonaالدكاترة الـ 22 المتخصصين في الجهاز الهضمي في مستشفى ServiDigest مؤهلون للغاية ومتخصصون، مما يضمن علاجًا شخصيًا بالكامل لكل مريض.
جوائز الامتياز التي حصل عليها. سيرفي دايجست – ServiDigest برشلونة (إسبانيا)
2019 يتميز الدكتور إدوارد تارجاريونا المنسق الطبي لخدمة جراحة السمنة في عياد سيرفي دايجست – ServiDigest . عضو متميز في الأكاديمية الملكية للطب في كاتالونيا.
2018 جوائز الامتياز المهني لعام 2018
الدكتورراميرو دوران بيرميجو. المدير الطبي المساعد لعيادة سيرفي دايجست – ServiDigest.
دكتوركزافييه دي ريبوت. أخصائي الجهاز الهضمي في عيادة سيرفي دايجست – ServiDigest.
هل ترغب في الحصول على مزيد من المعلومات حول مستشفى سيرفي دايجست ServiDigest برشلونة (إسبانيا)؟
نتلقى مكالمات على WhatsApp و Viber إلى رقم الهاتف 421 460 657 34+.
إذا كنت ترغب في الحصول على عرض الاسعار، يرجى إرسال تقرير حديث و مكتو بالحاسوب.
عيادة سيرفي دايجست – ServiDigest
Balmes, 334. 08006 (برشلونة ، إسبانيا)
أقرب محطات المترو والقطارات : Pàdua / Lesseps